عطر الحيآة ~
بوحي هذه المرة مختلف إنه على شكــل { خطبة } ..
أي به مزيج من الرسميآت والجدية مع المشآعر والأحاسيس ..
أتمنى أن يعجبكم ، وبانتظآر آرائكن ..
هذا ما خطه قلمي ..
عطر الحياة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
أما بعد ..
أختي الحبيبة :
لنقف وقفة تأمل مع الذات نسترجع فيها سنين مضت من حياتنا نعود بالذاكرة للوراء قليلاً لنعيش تلك اللحظات من جديد ، يا ترى ؟!
أين ستصلين بذاكرتكِ ؟ ما هي المواقف التي ستنبع في ذهنكِ لتعيدكِ إلى الماضي ؟ هل ستكون مواقف جمعتكِ مع الأم أم الصديقة ؟ هنا تَكمن الإجابة ...
فالكثيرات ممن خِضن هذا الاختبار في لحظات الصمت مع الذات يسترجعن ذكرياتهن مع صديقات الدراسة أو الطفولة ، ولكن القليلات بل النادرات ممن فضلن الرجوع للماضي لتذكر لحظات جميلة مع سر وجودهن في هذه الحياة مع أمهاتهن !
فهل فكرت يوماً كيف ستكون حياتكِ بفقدان أعز الناس إليكِ وأقربهم لقلبكِ ؟ هل تخيلتِ حالك في هذه الحياة تسيرين نحو المستقبل دون القلب الحنون والروح الودود ( أمكِ ) .
نعم أمكِ تلك الإنسانة العظيمة المعطاء التي سهرت الليالي في سبيل تربيتكِ وتعليمكِ ، فاضت بحنانها وعطفها ، خاطت لكِ من دعواتها الصادقة ثوباً يحيطكِ أينما سرتِ ..
أُخَيّتي ..
الأم بلسم للجراح وعطر للحياة .. هي نور للدرب ونبض في القلب .. هي وبكل صراحة أساس كل الحياة ..
لذا كوني حريصة على برها .. كوني طموحة لرضاها .. كوني قريبة منها دائماً .. لتنعمي بالسعادة ..
فأنتِ من تحدد طبيعة العلاقة معها ..
هل تريدينها بعيدة .. فاترة .. لا طعم فيها ؟! أم تريدينها صديقة قريبة لكِ .. تبوحين بمشاعركِ وأحاسيسكِ لها ، والأجمل دعواتها المحبة التي تكون دافعاً لكِ للمضي قُدُماَ .
غاليتي ..
الأيام تمضي والساعات تنقضي .. فاجعلي لحظاتكِ معها هي السعادة ، إذا كانت علاقتكِ معها كالغريبة حوليها للقريبة ، وإذا كانت غاضبة اجعليها راضية ، احرصي على جعلها سعيدةً .. مبتسمةً .. راضيةً .. فهي سعادتكِ في الدنيا وجنتكِ في الآخرة ..
فقد قال رسولنا الكريم " صلى الله عليه وسلم " : (رَغِمَ أنفُ ، ثم رَغِمَ أنفُ ) قيل : من يا رسول الله ؟ قال : (من أدرك أبويه عند الكبر ، أحدهما أو كلاهما، فلم يدخل الجنة ) "رواه مسلم" .
وقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ (رَغِمَ أنف) : الذل ، كأنه لـُصق بالتراب هواناً .. والعياذ بالله ،
فالذل في الدنيا والشقاء لمن لم تنعم برضا والدتها ، ولم تسعَ لراحتها وبرها .
فنظرة وابتسامة منها تكفيكِ لتملأ حياتكِ بالبركة والهناء .. بالسعادة والسرور .. تكفيكِ لتشعركِ بالأمان والطمأنينة ، وهذه الأحاسيس لن تصلكِ ما دمتِ بعيدة عنها !
فلا تحرمي نفسكِ هذه السعادة بوضعكِ حاجز " فرق العمر" بينكما واتخاذه سبباً مقنعاً للانطواء والتذمر من كثرة السؤال والنصائح على أنها ليست معاصرة لهذا الجيل المنفتح ، بل بادريها بالعطاء والعطايا لتكسبي رضاها وتحققي النجاح في حياتكِ بفضل دعائها .
وختاماً ..
أسأل لله العلي العظيم أن يوفقنا لبر والدينا والعمل على طاعتهما وتجنب ما يغضبهما ويجمعنا بهما في الفردوس الأعلى ..
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..