رحيق الذكريات

لا زلت رغما عني أتذكره ...يوم كنا جسدان يتقاسمان روحا واحدة
يوم كان يحسدنا كل العشاق..يوم كتبنا بالورود قصة حب تتناقلها همسات العشاق ...يوم كانت الأرض تتوقف عن دورانها عند لقائنا ..يوم كانت الشمس تحسد القمر لأن لقاءاتنا كانت في صحبته...لا زلت أذكر يوم كان يلقاني باسما تأتلق عينيه بأسمى معاني الفرح .. يوم كان يناديني طفلته وأناديه مليكي ....لا زلت أذكر يوم كان يقطف لي من حديقة السعادة أجمل الزهور ويلقيها بين يدي قائلا ً(لم يصدقن أني أعرف زهرة تفوقهن جمالا ً فأتيت بهن إليك ِ كي يعلمن كيف يكون جمال الزهور )....كانت الكلمات تنساب من شفتيه كحبات مطر لؤلؤية ...كانت نظراته تحيطني ..تصنع حولي هالة من ضوء مبهر ..يجذبني من يدي ويجلسني باحدى واحات أمانيه العذبة ..ويريني كيف تكون الأحلام حقيقة ..يخبرني أني أجمل ما في الكون ..يخبرني أن النساء جميعهن أنا !!...يخبرني أن النجوم تغار مني والشمس تحسدني وأن قصائد الحب قيلت من أجلي ... يخبرني أنه يغار من يده لما تلمسني ..يغار من عينيه لما يراني ..كان يتوجني بتاج ٍمن الياسمين ..ويلبسني ثوبا مرمريا من كلماته ....
والآن أنا وحدي أجتر أحزاني وأكتب بحبر من دمي وأخرج ما في ذاكرتي من صور كانت لنا يوم كنا ...ألبس قلبي ثوب الحداد ..
يوم افترقنا واختار كل منا طريقه ...غابت الشمس وغرق القمر ببحر الظلمة وانطفأت كل الشموع وكان الكون في مأتم ...جنازة يشيع فيها جثمان الحب ..
الآن أنا وحدي وتظن أنك بمنأى عني ؟؟..يا لغبائك!!!
أنسيت أنك في دمي ؟؟ أنسيت حروف اسمك المنقوشة بفؤادي ؟؟
أنسيت صرحا في خيالي بنيناه سويا وأسكنتني اياه؟؟
لا أعلم هل ألقاك ثانية أم أن القدر سيقف حائلا بيني وبينك
إن أخبرك الليل بدموعي..
إن تناقلت النسمات سيرة أحزاني ووصلت لمسامعك..
إن نظرت إلى القمر يوما ووجدت صورتي باكية في انتظارك..
إن أبحرت يوما في ذاكرتك فوجدتني أسكن أحد أركانها المظلمة ..
إن فعلت أيا من ذلك يوما ..فاعلم وقتها أني أنتظرك
فاعلم وقتها أني لا زلت أحبك